كتابات متميزة في الفلسفة2

سعيد إيماني
بواسطة -
0

كتابات متميزة في الفلسفة1
كتابات متميزة في الفلسفة

بقلم: إدريس أوهلال

الموضوع: هل للحياة معنى بوجود الموت؟

المقال من إنجاز التلميذة: م.ف
المستوى والشعبة: الثانية بكالوريا شعبة العلوم الإنسانية
مدة الانجاز: ساعتان

إن الإنسان ككائن حي عاقل يخوض رحلة طويلة منذ ولادته يسعى لإكمالها بغية الوصول إلى شيء ما هو نفسه لا يدركه ولا يتخيله بطريقة لاشعورية حتى لو وصل به الأمر إلى نهاية عمره. هذه الرحلة هي الحياة التي يصادف فيها الإنسان من الأحداث والمواقف والمشاكل والتحديات والطموحات وحتى الأمراض ما ينسيه طريق الرحلة ونهايتها، ولكن هل يدرك الإنسان أن الحياة وبطريقة غير مباشرة هي التي تحياه وتعيشه وذلك بتحكمها في فعل العيش الذي يمارسه بشيء اسمه الموت؟ هل يمكن أن يكون للحياة معنى بوجود هذا الشبح الذي يتهددها وهو الموت؟ بمعنى آخر هل يمكن أن تفقد الحياة كل شيء جميل يميزها ويحبب الإنسان فيها بوجود الموت؟

هناك من يقول أن من أهم معاني الحياة هناك الموت؛ يعني أن ما يميز الحياة هو أن الإنسان يحياها بفرحها وحزنها، بسعادتها أو شقائها وهو يعرف أن الموت ينتظره في نهاية المطاف دون أن يشكل ذلك لديه أدنى اضطراب أو قلق يؤثر على نفسيته ما دام الموت حقيقة موجودة تفرض نفسها على الإنسان دون أن يكون لديه إرادة أو دور في مواجهتها أو صدها عنه وأيضا ما دام هناك أناس آخرون عاشوا التجربة والتي كانت آخر تجربة عاشوها مما يجعله حقيقة واقعية مجسدة يجعل الإنسان يعيها ويتقبلها ويتكيف مع الفكرة حتى وإن تغاضى عنها في بعض الأحيان إن لم نقل غالبا أو دائما حتى لا يكون لعامل الموت دور في تسيير أفعاله أو أن يكون عنصرا ينغص عليه حياته فيلعب دور الضمير الذي يصلح ويوجه ويرد الإنسان عن الخطأ.

فإذا قلنا أنه لا معنى للحياة بوجود الموت فهذا سيلغي وجود الحياة أصلا وسيصبح الإنسان ميتا وهو حي أي أن الموت هو الذي يشكل الحياة الأخرى للإنسان بدل حياته الواقعية حيث سيحزن وينفرد ويتوقف عن الاستجابة للواقع والمجتمع في انتظار الموت مما يمكن أن يخرجه من إنسانيته إلى صفة الجماد أو الحيوان وهذا غير معقول وصعب التصديق. إذن فللحياة معنى بوجود الموت.

وأخيرا فالحياة لا يمكن أن تفقد معانيها حتى بوجود الموت أو غيره لأنها وبسيرورتها ودورتها هي التي تخلق الموت كمعنى أو كمصطلح موجود وهي التي تصنع ماهية الإنسان الداخلية والنفسية باعتبار الذات الجسدية سابقة الوجود وتجعله هو الذي يتحكم في هل يمكن للموت أن يفقد حياته معناها أو العكس ولكن هل الإنسان مخير أم مسير في هذه الحياة فإن كان مخيرا هل يستطيع أن يرفض الحياة ويختار الموت، وإن كان مسيرا هل يستطيع أن يقبل الموت وهو كله رضا خارجي دون أن يتولد له رفض وثورة داخلية ربما مقموعة لكونه مسيرا؟ !!

ملاحظات:

ـ المقال من نوع مقال الرأي (حسب تقسيمنا لأنواع المقال)، وهذا منتظر من التلميذ لأن السؤال المطروح يتناول مفهوما خارج المقرر (مفهوم الموت).
ـ في حالة مقال الرأي من الأفضل إعلان الحل المقترح للمشكل في نهاية المقدمة.
ـ التصميم المنهجي لا بأس به. يوجد تداخل بين العرض والخاتمة.
ـ اللغة جيدة.
ـ فيما يخص الحجاج يلاحظ ضعف الاستراتيجية الحجاجية للمقال: تداخل النفي والإثبات. واعتماد حجج منطقية من نوع الاستدلال بالخلف والاستدلال السببي وهذا جيد ويعبر عن قدرة متميزة في ممارسة الحجاج. لكن البنية الحجاجية للمقال تبقى رغم ذلك متوسطة في قوتها الاقناعية.
ـ حجم المقال قصير، الأفكار تحتاج إلى حيز مناسب لكي تنمو بشكل جيد. لكن يمكن قبول هذا الوضع استثناء بحكم الزمن المتاح في الفرض (ساعتان). في الموحد الوطني حيث ثلاث ساعات يجب كتابة مقال أطول نسبيا.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(موافق) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. تعرف أكثر
Ok, Go it!