نيكولا ميكيافيلي

سعيد إيماني
بواسطة -
0

المفكر الإيطالي نيكولا ميكيافيلي
المفكر الإيطالي نيكولا ميكيافيلي


بقلم الأستاذ: محمد مستقيم

يعد المفكر الإيطالي نيكولا ميكيافيلي (1469-1527) من أهم أعلم السياسة في القرن السادس عشر ومايليه من قرون بالنظر إلى أهمية أطروحاته وجرأتها في مجال تدبير الشأن السياسي، فقد ولد وعاش في منطقة فلورنسا التي

شهدت عدة أحداث لعبت دورا كبيرا في تكوينه الفكري والسياسي، حيث عرفت ازدهارا كبيرا وأصبحت قوة كبيرة تحت قيادة لورنزو مديتشي ، لكنها مالبتث أن سقطت وخضعت للحكم الجمهوري حيث تقلد ميكيافيل منصبا في الخدمة العامية ، لكن مالبتثت أسرة مديتشي أن استعادت الحكم ففقد منصبه.

إن الممارسة السياسية مع مكيافيلي تحولت إلى تقنية ومهارة وخصال على الأمير التظاهر بامتلاكها من أجل الحفاظ على قوة الدولة وضمان استمراريتها ، ومن اجل التحكم في زمام السلطة وإخضاع الشعب بقوة السيف والإكراه.

يرى ميكيافلي بأن السياسة والحرب ليستا منفصلتين في الدولة الجديدة. وكان يعطي الأولوية لحرب على السياسة والسبب في ذلك هو الواقع الإيطالي الذي كان يعيش أزمة سياسية وعسكرية في نفس الوقت. ومن هنا تكون غاية الدولة هي الحرب وإذا تم التفكير في قضايا أخرى ونسيان هذه الغاية فإن الدولة تفقد مبررات وجودها تماما.

في أواخر حياته انعزل مكيافيلي في بيته في الريف الإيطالي لتأمل الحياة السياسية بسبب تذمره من الوضع السياسي في بلده، وكانت نتيجة تأملاته كتابين: هما الأمير وكتاب المطارحات. لكن كتاب الأمير هو الذي اشتهر أكثر نظرا لأهميته ولجرأة ماطرحه فيه من أفكرا، لقد اراد مكيافيللي من هذا الكتاب أن يكون دليلا عمليا للحاكم يسترشد به أثناء ممارسه للسلطة وفي نفس الوقت الحفاظ على قوته ونفوذه، ناصحا إياه باتباع خطة للسياسة الداخلية والخارجية. وقد كان هدفه هو ضرورة قيام حاكم قوي يتمكن من توحيد إيطاليا التي مزقتها الصراعات والحروب الداخلية وتحولت إلى مجموعة من الولايات المتحاربة فيما بينها الشيء الذي أدى بالدول المجاورة مثل فرنسا وألمانيا وسويسرا إلى غزوها والسيطرة عليها من حين لآخر.

لقد تناول مكيافيلي في كتبا الأمير موضوعات وزعها على ثلاثة وعشرين فصلا مثل أنواع أنظمة الحكم الفردي وأشكال القوة العسكرية ومواصفات الجنود، ثم أنواع السلوك المختلفة التي على الحاكم أن يسلكها أو يتجنبها.

الأخلاق والسياسة:

من بين القضايا الأساسية التي طرحها كتاب الأمير علاقة الأخلاق بالسياسة ، فقد صرح مكيافيلي بأنه لايروج لتشييد مدينة فاضلة ولا يبحث عن شروط السعادة في جمهورية محكمة التدبير، وإنما هدفه هو فهم قوانين السلطة والتنظير لها، بمعنى أنه مهمته تدخل في إطار سياسي وليس أخلاقي. منطلقا من مبدأ شهير وهو: "الغاية تبرر الوسيلة" والغاية في نظره هي مصلحة الوطن الذي يشكل في نفس الوقت حدود الأخلاق. فلا مكان في هذا الوطن للمصالح الذاتية والشؤون العاطفية لأن الدولة هي أعلى من الفرد ومن الجماعة، خصوصا عندما يتعرض الوطن للخطر سواء كان خطرا خارجيا من الدول المجاورة أو من الداخل كالفساد والاضطرابات. من هنا تصبح الهمة الرئيسية للحاكم هي حماية الوطن والمحافظة على استقلاله وأمنه وسلامة الناس وهي الغاية التي لاوجود لغاية بعدها. إذن ليس هناك لقانون أخلاقي في مجال السياسة، لأن هذه الأخيرة هي لعبة يسمح فيها بكل أنواع الحيل، كما أن اللاعبين هم الذي يغيرون قواعد اللعبة حتى تتفق مع أهدافهم. لكن هذه الدعوة ليست موجهة للأفراد للتحلل من مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه الذات والغير، بل عن الهدف من كل ذلك هو فصل الأخلاق بماهي مبادئ لسلوك الفرد عن السياسة باعتبارها بحثا عن مصلحة الجماعة والمحافظة على الدولة واستمراريتها.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(موافق) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. تعرف أكثر
Ok, Go it!