مقترح لسؤال فلسفي مفتوح

سعيد إيماني
بواسطة -
0


معالجة السؤال الإشكالي المفتوح
  • المقدمة
  • التحليل
  • المناقشة 
  • التركيب
هذه محاولة لمعالجة السؤال الإشكالي المفتوح من قبل أحد التلاميذ في إطار التمارين التطبيقية داخل القسم، نضع بين أيديكم هذا الإنشاء المنجز كما هو في تتبع لخطوات الكتابة الإنشائية في مادة الفلسفة:

هل يشكل التجريب أساس المعرفة ومنطلقها؟

المقدمة:

إن الإنسان، ومنذ بداية تفاعله مع العالم، دأب على محاولة فهم الظواهر التي تحيط به وتفسيرها سعيا منه للسيطرة عليها وتطويعها لخدمته. وقد كان هذا الفهم، في مراحل متعددة من التاريخ، متأرجحا بين الملاحظة العفوية والتأمل الذهني الخالص، إلى أن جاءت لحظة ميلاد العلم الحديث لتعلن عن تأسيس نمط جديد من التفكير العلمي، قائم على مناهج دقيقة، ومن أبرزها التجريب.
في هذا السياق يندرج السؤال الفلسفي الذي نحن بصدد معالجته: هل يشكل التجريب أساس المعرفة ومنطلقها؟ وهو سؤال مفتوح ينتمي إلى مجال المعرفة، وبشكل أدق إلى مفهومي النظرية والتجربة، حيث يستهدف استجلاء طبيعة العلاقة بين النظرية والتجريب ومصدر المعرفة العلمية، وتحديد ما إذا كان التجريب العلمي هو الأساس الذي تبنى عليه النظريات العلمية، أم أن هناك مصادر معرفية أخرى قد تتقدم عليه أو ترافقه، كالعقل أو التجربة العامة أو حتى الخيال؟

التحليل:

للإجابة عن هذه الاستفهامات السالفة الذكر، سنسعى بداية إلى تحليل السؤال الاشكالي المفتوح، عبر تفكيك المفاهيم الواردة فيه، ثم مناقشة الأطروحات الفلسفية والعلمية التي حاولت مقاربة هذا الموضوع، لنختم بتركيب تركيبي يستعرض أبعاد العلاقة الجدلية بين العقل والتجريب في بناء المعرفة العلمية.

إن الانخراط في معالجة هذا السؤال الفلسفي "هل يشكل التجريب أساس المعرفة ومنطلقها؟" يقتضي منا الوقوف عند المفاهيم الأساسية التي ينبني عليها، من أجل فهم خلفياته النظرية واستجلاء أبعاده الإشكالية. ولعل أول مفهوم يستدعي التوضيح هو "التجريب"، الذي لا ينبغي الخلط بينه وبين التجربة العادية التي يخوضها الإنسان في حياته اليومية، والمبنية غالبا على الملاحظة الحسية والانطباع المباشر. فالتجريب، في معناه العلمي الدقيق، هو ممارسة منظمة ومضبوطة تهدف إلى فحص فرضيات معينة، داخل شروط مختبرية محكمة، يتم من خلالها ضبط المتغيرات وإعادة إنتاج الظاهرة قصد فهمها والتنبؤ بها. إنه إذن فعل منهجي يتوسط بين الفرضية والنظرية، ويُعد ركيزة أساسية في العلوم التجريبية الحديثة.

أما المفهوم الثاني، فهو "المعرفة"، والتي تمثل مجموع الإدراكات المنظمة التي يتوصل إليها العقل الإنساني بوساطة أدوات منهجية، ويُتوخى من خلالها الوصول إلى تفسير منضبط للظواهر. فالمعرفة ليست مجرد تصور عفوي أو تأمل ذاتي، بل هي ثمرة نشاط عقلي ومنهجي تفضي إلى بناء نظريات ومفاهيم وقوانين، تتيح للإنسان فهما أدق للعالم من حوله.

بينما المفهوم الثالث، "الأساس والمنطلق"، يمكن اعتباره مفهوما جوهريا لفهم طبيعة الإشكال المطروح. فحين نتحدث عن أساس المعرفة، فإننا نقصد بذلك النقطة المرجعية الأولى التي تنطلق منها العملية المعرفية، والتي بدونها لا يمكن الحديث عن علم أو نظرية. وهنا يطرح السؤال نفسه بإلحاح: هل التجريب وحده كاف لتأسيس المعرفة العلمية؟ أم أن هناك مكونات أخرى، مثل العقل أو التأمل النظري، تساهم إلى جانبه في بناء صرح العلم الحديث؟ إن هذا التوتر بين أحادية المصدر وتعدديته هو ما يجعل السؤال المطروح إشكاليا، ويستوجب تأملا نقديا وفلسفيا معمقا.

هكذا نلاحظ أن السؤال يفترض ضمنيا أطروحة تقول: "المعرفة العلمية تتأسس على التجريب وتنبثق منه"، وهو ما يدفعنا إلى مساءلة هذه الأطروحة وتفكيكها.

غالبا ما يتم الخلط بين مفهوم التجربة العامة التي يعيشها الفرد في حياته اليومية، والتجريب العلمي الدقيق. ف"التجربة" تشير إلى المعرفة المستمدة من الملاحظة العفوية والتفاعل المباشر مع العالم، وهي معرفة قد تكون نافعة في الحياة العملية، لكنها تفتقر إلى الدقة والضبط والمنهجية. فهي تقوم على الإحساس والانطباع، وتتأثر بعوامل ذاتية مثل العادة أو المصلحة.

أما "التجريب"، فهو نشاط علمي موجه، يتطلب توفر شروط منهجية كالملاحظة الدقيقة، صياغة الفرضيات، ضبط المتغيرات، وتكرار الظاهرة في ظروف صناعية لمحاكاتها وفهمها. إنه إعادة بناء الظاهرة الطبيعية داخل مختبر يخضع لرقابة صارمة، بهدف الوصول إلى قانون عام. من هنا يتبين أن التجريب يتجاوز حدود التجربة العفوية ليصبح أداة من أدوات العلم الحديث.

هكذا، يرى أنصار الاتجاه التجريبي في الفلسفة والعلم، أن التجريب يشكل الأساس الحقيقي لبناء المعرفة العلمية، خصوصا في العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء. فالعالم لا يمكنه صياغة نظرية علمية دون أن يخضع فرضياته للاختبار داخل المختبر، وفي شروط قابلة للقياس والمراقبة.

المناقشة:

إذا كنا قد خلصنا، من خلال تحليلنا للسؤال الإشكالي قيد المعالجة، إلى أن التجريب يشكل الركيزة التي تقوم عليها المعرفة العلمية، والمنطلق الذي تنبثق منه النظريات والتفسيرات، فإن هذا الاستنتاج لا يخلو من إشكالات تفرض علينا إعادة النظر في حدوده ومشروعيته. فهل يمكن فعلا اختزال المعرفة العلمية في بعدها التجريبي فقط؟ أليس من المشروع التساؤل عما إذا كان هذا التصور يغفل مصادر معرفية أخرى تتجاوز نطاق المختبر وشروط التجريب؟ ألا يشكل البناء الرياضي الصارم، كما يتجلى في النماذج الأكسيماتية، بُعدا موازيا ومؤسساً للمعرفة العلمية، لاسيما في الفيزياء المعاصرة؟ بل أليس من الأجدر اليوم أن نقر بأن المعرفة العلمية، في تطورها الراهن، قد تجاوزت الطابع التجريبي المحض، وأصبحت تقوم على جدلية تكاملية بين المعطى الحسي وبين البناء العقلي؟

إن هذه التساؤلات تعكس وعينا بكون العلم لا يمكن أن يستمر في انغلاقه داخل الحدود الضيقة للتجريب، بل باتت الحاجة ملحة إلى تفعيل كل من أدوات العقل ونتائج التجربة في آن واحد، من أجل تأسيس معرفة أكثر دقة وعمقا وانفتاحا على تعقيدات الواقع.

يُعدّ كلود برنار من أبرز المنظّرين الذين دافعوا باستماتة عن مركزية التجريب في بناء المعرفة العلمية، إذ وضع معالم منهجه التجريبي انطلاقا من تسلسل دقيق ومترابط: الملاحظة المنهجية للظواهر، ثم توليد الفرضية كتفسير مبدئي، يليها اختبار هذه الفرضية عبر تجربة مضبوطة، وأخيرا استنباط القانون العلمي الذي يُضفي طابعا كليا وشموليا على المعرفة المتحصّلة. ويُجسّد هذا التصور ما عبّر عنه كلود برنار نفسه بقوله: "إن الظاهرة توحي بالفكرة، والفكرة تقود إلى التجربة، والتجربة تختبر الفكرة"، وهو قول يختصر بنية التفكير العلمي كما يفهمها؛ بنية تتأسس على التجريب بوصفه المحك الحاسم لمصداقية الفرضيات.

وقد وجدت هذه النزعة التجريبية صدى لها لدى مفكرين آخرين كـهانز رايشنباخ، الذي سعى إلى التمييز بدقة بين مفهومين مركزيين في فهم المعرفة العلمية: العقلانية والمعقولية. فالعقلانية، بحسبه، هي عقلانية صورية ذات طابع تجريدي، تستند إلى منطق داخلي صارم وقدرة العقل على الاستنباط، لكنها مع ذلك تظل منفصلة عن الواقع التجريبي وموغلة في التنظير، بما يجعلها أقرب إلى النموذج الأفلاطوني الذي يُعلي من شأن المثال على حساب المعطى الحسي. أما المعقولية، فهي عقلانية منفتحة على الواقع، لا تكتفي بالتجريد بل تسعى إلى التحقق من الأفكار في سياق التجربة الفعلية، معتبرة أن المصداقية العلمية لا تتحقق إلا من خلال الارتباط الوثيق بالملاحظة التجريبية للأحداث والوقائع المادية.

غير أن اختزال المعرفة العلمية في التجريب وحده يظل تصورا قاصرا، لأن التطور العلمي، وخاصة في الفيزياء المعاصرة، أبرز محدودية المنهج التجريبي الكلاسيكي، ودفع إلى إعادة الاعتبار للعقل والخيال والإبداع النظري. لقد برزت اتجاهات فلسفية وعلمية تنتقد هذا التمركز المفرط حول التجربة، معتبرة إياها شرطا ضروريا لكنه غير كاف لتأسيس النظرية العلمية، بل وتحذر من تجاهل الأبعاد العقلية والخيالية التي تضفي على العلم عمقه وتكامله. في هذا السياق، ينتقد روني طوم الطرح التجريبي الصرف، مؤكدا أن التجريب وحده لا يرقى إلى مستوى إنتاج معرفة علمية متكاملة، ما لم يصاحبه تدخل فعال للعقل. فالفروض التي يضعها العالم لا تولد من فراغ تجريبي، بل تنبثق من أطر نظرية وإشكاليات معرفية سابقة، مما يبرز الدور الجوهري للعقل في الإبداع العلمي.

ولا يقتصر هذا التصور على الدفاع عن العقل فقط، بل يمتد ليثمن التجربة الذهنية بوصفها أداة معرفية فعالة لا تقل في صدقيتها عن التجربة الحسية. فتاريخ العلوم، لاسيما الفيزياء المعاصرة، يبين أن العديد من الاكتشافات الجوهرية لم تكن ممكنة بفعل التجريب المباشر، خاصة في مجال الظواهر الدقيقة الميكروسكوبية كالبروتونات والإلكترونات، أو في علم الفلك حيث لا يمكن بناء مختبرات تحاكي النجوم أو الثقوب السوداء، وهو ما يعكس محدودية التجربة التجريبية في دراسة حركة وسرعة مكونات الذرة. وهنا تتجلى أهمية العقل الرياضي والخيال العلمي كبديل معرفي ضروري يغني التجريب ويوسع أفق المعرفة.

هذا التكامل بين الخيال والعقل من جهة، والتجريب من جهة أخرى، يؤكده أيضا ألبرت أينشتاين، الذي يرى أن البناء النظري للعلم لا يستمد قوته من مطابقة آلية مع معطيات الواقع فحسب، بل من القدرة على خلق مفاهيم ومبادئ حرة تترجم الواقع التجريبي إلى نسق رياضي دقيق. فالعلم، وفقا لأينشتاين، لم يعد يهدف فقط إلى جمع الظواهر وتصنيفها، وإنما يسعى إلى ترجمتها بلغة رياضية ذات طابع تجريدي، قوامها الرموز والمعادلات، في انسجام مع المبادئ العقلية الأساسية.

ورغم أن معيار صلاحية النظرية العلمية يظل مشروطا بقدرتها على التحقق التجريبي، فإن مصدر إبداعها لم يعد دائما مرتبطا مباشرة بالتجربة، بل أصبح نابعا من قدرة العقل الرياضي على بناء أنساق فرضية تتسم بالتماسك الداخلي وفق منهج أكسيومي صارم. وهكذا، فإن المعرفة العلمية لم تعد تتشكل من خلال الواقع فقط، بل باتت تستمد شرعيتها من داخل المنظومة النظرية نفسها، عبر انسجامها المنطقي وقدرتها على استباق الواقع، كما حدث في بناء نموذج الذرة أو في استشراف البنيات الماكروسكوبية في علم الفلك.

إنه بذلك تحول في فهم العقل العلمي المعاصر: من التجريب الخالص إلى الرياضيات الخالقة، ومن المعاينة المباشرة إلى القدرة على التنبؤ بما لم يلاحظ بعد. فالواقعي والخيالي لم يعودا نقيضين، بل عنصرين متكاملين في صرح العلم الحديث.

من هذا المنطلق، تتبدى ملامح تصور جديد للمعرفة العلمية، خاصة في سياق العلم المعاصر، تصور لا يختزل هذه المعرفة في التجريب وحده، بل ينظر إليها كنتاج تفاعل جدلي بين التجربة والعقل، في إطار بنية معرفية معقدة ومفتوحة. وهذا ما يؤكد عليه غاستون باشلار حين يذهب إلى أن العلم لا يتقدم وفق خط تصاعدي مستمر، بل يتطور عبر قفزات نوعية تتجلى فيما يسميه بـ"القطائع الإبستمولوجية"، أي تجاوزات جذرية لتصورات سابقة، حيث يلعب كل من العقل والتجربة دورا تكامليا في بناء نسق علمي جديد يتجاوز النسق الذي سبقه.

إن هذا الفهم الجديد للعلم، كما يتجسد في أعمال باشلار وغيره، يعبر عن قطيعة مع التصورات الكلاسيكية التي كانت تميل إلى الفصل بين ما هو تجريبي وما هو عقلي. فقد كانت النزعة التجريبية تُراهن على أولوية الحس والتجربة كمصدرين وحيدين للمعرفة، في حين كانت النزعة العقلانية التقليدية تُضفي طابعاً مطلقا على قدرات العقل المجرد، مغفلة دور الواقع في تحفيز الفهم. لكن باشلار ينفي هذه الثنائية الجامدة، مؤكدا أن العقلانية العلمية المعاصرة عقلانية منفتحة، تمارَس داخل شروط الواقع ومعطيات التجربة، دون أن تتخلى عن البعد المفهومي والمنهجي للعقل. إنها عقلانية فلسفية مطبقة، تجعل من العالم الفيزيائي فاعلا داخل حوار مفتوح بين التجربة والتفكير في بناء المعرفة العلمية.

وفي ذات السياق، يؤكد روبير بلانشيه على أن العقل والعالم الطبيعي لا يُفهمان بوصفهما ضدّين متقابلين، بل هما طرفان في علاقة معرفية تفاعلية. فالعقل لا يشتغل في فراغ، بل يستمد مادته من الواقع التجريبي ليعيد تشكيله وتنظيمه في صورة مفاهيم ونظريات. وفي المقابل، لا يُفهم الواقع إلا من خلال أدوات العقل ومناهجه؛ وبهذا، تنشأ ما يعرف بـ"العقلانية المطبقة" أو "العقلانية المنفتحة"، التي ترفض اختزال المعرفة العلمية في التجريب المحض، كما ترفض أيضا حصرها في التأمل العقلي المجرد، وتؤكد أن بناء النظرية العلمية هو ثمرة تفاعل دائم بين التجربة والتفكير.

إذن، روبير بلانشيه، يدعو إلى تجاوز النماذج المعرفية التي كانت إما تنغلق على العقل المجرد، أو تختزل العلم في التجربة فقط، مناديا بعقلانية جديدة، عقلانية تجريبية، تتّسم بالانفتاح والتكامل، وتسعى إلى الجمع بين الطرفين ضمن سيرورة نقدية متواصلة، تراجع ذاتها باستمرار، وتجدد أدواتها ومفاهيمها بحسب ما يفرضه تطور العلم.

التركيب:

انطلاقا مما سبق، يمكننا أن نخلص إلى أن التجريب بالفعل يشكل عنصرا أساسيا في بناء المعرفة العلمية، لكنه ليس بالضرورة الأساس الوحيد ولا المنطلق المطلق. فالعلم، كما يبين تاريخ تطوره، لم يكن دوما مرتهنا بالمختبرات، بل كثيرا ما انطلق من تصورات عقلية خالصة تم التحقق منها لاحقا بالتجربة أو حتى ظلت قائمة في إطار التفسير الرياضي النظري.

فإذا كان التجريب يسمح لنا بإعادة بناء الظواهر الطبيعية تحت شروط مضبوطة لفهم قوانينها، فإن العقل يمنحنا القدرة على تخيل ما لا يمكن إدراكه بالحواس، ويرشدنا إلى المعقولية النظرية للنماذج العلمية. وبذلك فإن المعرفة العلمية الحديثة هي تركيب جدلي بين العقل والتجريب، حيث لا يمكن لأي منهما أن يغني عن الآخر.

ولذلك، لا يمكن الجزم بأن التجريب وحده هو من يشكل أساس المعرفة العلمية، بل إن العقل، والتجريب، والخيال الرياضي، والتأمل الفلسفي، كلها تشكل مداخل متعددة نحو المعرفة، تختلف أوزانها بحسب طبيعة الظاهرة المدروسة، والمجال العلمي المعني، والمرحلة التاريخية التي يمر بها العلم.

إن الفلسفة، إذا، لا تسعى فقط لتحديد أصل المعرفة العلمية، بل لفتح أفق التفكير النقدي تجاهها، وتمكيننا من إدراك قيمتها، وحدودها، وإمكاناتها. ومن هنا، فحسب رأيي الشخصي، يتبين لي من خلال ما سبق أن التجريب هو منطلق مهم في المعرفة، لكنه لا يظل كذلك إلا حينما يؤطر ضمن عقلانية مفتوحة على التغيير، قادرة على دمج العقل، والتجربة، والحدس، في بناء نظريات علمية رصينة ومبدعة.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(موافق) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. تعرف أكثر
Ok, Go it!