بقلم: إدريس أوهلال
تعريف المقال:
- المقال أولا وأساسا هو شكل أدبي في الكتابة، شأنه في ذلك شأن الأشكال الأخرى كالرواية والقصة والشعر...إلخ؛
- تعريف المجمع اللغوي: بحث قصير مركز في العلم أو الأدب أو السياسة أو الاجتماع ينشر في صحيفة أو مجلة.
- تعريف الأدباء: قالب من النثر الفني يعرض فيه موضوع ما عرضا مسلسلا مترابطا يبرز فكرة الكاتب وينقلها إلى القارئ والسامع نقلا ممتعا مؤثرا.
- تعريف شخصي ذو طابع تعليمي بيداغوجي: بحث قصير، يتكون من عدد محدد من الفقرات المترابطة، يعالج بطريقة خاطفة أو غير متسمة بالعمق، موضوعاً مفرداً، من وجهة نظر شخصية، وفق تصميم منهجي محكم، بأسلوب يمتاز بالبساطة والوضوح.
يتضح من هذا التعريف الأخير أن حدود المقال، من حيث هو شكل في الكتابة، تتمثل في:
- القصر من حيث الحجم. فإذا طال المقال صار بحثا. وعموما يبلغ حجم المقال من 3 إلى 10 صفحات؛
- نظام الفقرات هو أساس البناء الشكلي والمنهجي للمقال بحيث نخصص فقرة واحدة لكل فكرة أساسية؛
- حسن الربط بين الفقرات وذلك باختيار الروابط المناسبة لكل سياق، والربط هو حسن التخلص مما سبق وحسن التمهيد لما سيأتي؛
- وحدة الموضوع؛ أي وحدة الفكرة والعناية بها. وتتجلى هذه الوحدة في حالة المقال الفلسفي في وحدة الإشكال؛
- المعالجة الخاطفة بسبب إكراه الحجم والزمن. إن المعالجة المقالية للمواضيع والإشكالات لا تتسم بالعمق عموما مقارنة مع المعالجة البحثية المتأنية، ولا ينبغي أن نفهم من هذا أن المعالجة المقالية سطحية بطبيعتها؛ فكثير من الكتاب اشتهروا بمقالاتهم العميقة أكثر مما اشتهروا ببحوثهم، كما أن الكثير من الأبحاث الرصينة هي في الأصل مقالات؛
- الكتابة المقالية ليست عملا تركيبيا لعرض مختلف المواقف والآراء المتعلقة بالموضوع أو الإشكال الذي يتناوله المقال، بل هي بطبيعتها تناولا للموضوع أو الإشكال من وجهة نظر شخصية. إن العمل التركيبي أو السردي للمواقف والآراء هو عمل أقرب ما يكون إلى التحقيق منه إلى المقال؛
- تتميز الكتابة المقالية من الناحية المنهجية بخاصية ترابط الأفكار وتناميها وفق تصميم منهجي واضح في ذهن كاتب المقال منذ البداية؛ يفترض في المقال التسلسل المنطقي للأفكار بحيث تؤدي الفكرة السابقة إلى الفكرة اللاحقة حتى ينتهي الموضوع إلى نتيجته؛
- أخيرا تتميز الكتابة المقالية من الناحية الأسلوبية بالبساطة والوضوح؛ فالوظيفة اللغوية في المقال هي عادة وظيفة تعبيرية وتأثيرية لا وظيفة شعرية، وهذا يستوجب الابتعاد عن الأساليب البلاغية المغرقة في الإشارة.
الفرق بين المقال والبحث:
سمتان أساسيتان تميزان البحث عن المقال: الطول من حيث الحجم، والعمق من حيث المعالجة.
مر بنا أن المقال إذا طال صار بحثا، فالمقال يجب أن تحصر صفحاته ما بين ثلاثة صفحات إلى عشر صفحات وإلا عد بحثا.
كما أن المقال يعبر عن رأى أو معالجة محدودة لقضية معينة، بينما البحث إذا تناول نفس الموضوع يجب أن يعالجه معالجة أوضح وأدق وأشمل.
الفرق بين المقال والتحقيق:
سمة واحدة أساسية تميز التحقيق عن المقال: المقال يعالج موضوعه من وجهة نظر شخصية، بينما التحقيق يعالجه من وجهات نظر متعددة ومختلفة.
أسئلة الفهم:
1 ـ ضع حدودا واضحة بين الجنس والنوع والشكل انطلاقا مما تعرفه من نظريات في الأجناس الأدبية.
2 ـ تأمل السلسلتين:
السلسلة الأولى: السرد، الوصف، التفسير، الحجاج.
السلسلة الثانية: الشعر، القصة، الرواية، المسرح.
ـ في أي سلسلة نضع المقال؟
ـ علل جوابك.
ـ ما علاقة المقال بالسلسلة الأخرى؟
3 ـ ما تعريف المجمع اللغوي للمقال؟ و ما تعريف الأدباء له؟
4 ـ أذكر أهم خصائص الكتابة المقالية
5 ـ ما الفرق بين المقال والبحث؟
6 ـ ما الفرق بين المقال والتحقيق؟