المقال الفلسفي: مقال الحكي

سعيد إيماني
بواسطة -
0

بقلم الأستاذ: إدريس أوهلال

تقديم:

تساءلنا في الدرس السابق: ما المقال الفلسفي؟ هل هو تمرين:

ـ في استظهار آراء الفلاسفة حول إشكال محدد؟
ـ أم في عرض آراء الفلاسفة حول إشكال محدد ونقدها؟
ـ أم في التفكير الذاتي حول إشكال محدد؟
وأوضحنا بأن المقال الفلسفي يفترض من التلميذ:
اقتراح حل شخصي لمشكل فلسفي عن طريق التفكير الذاتي المدعم بالحوار النقدي مع نظريات الفلاسفة.
أي أن المقال الفلسفي هو في نفس الوقت:
ـ تمرين في التفكير الذاتي؛
ـ تمرين في التفكير النقدي؛
ـ تمرين في استرجاع آراء الفلاسفة وفي التوظيف الجيد لها.
وقلنا أيضا بأن التقويم في مادة الفلسفة يمكنه على هذا الأساس أن يطرح ثلاثة أسئلة:
ـ هل يملك التلميذ عقلا مستقلا؟
ـ هل يملك التلميذ عقلا ناقدا؟
ـ هل يملك التلميذ فكرا فلسفيا؟
وتحدتنا أخيرا، في مقابل المقال الفلسفي بالمعنى الشامل والدقيق للعبارة، عن ثلاثة أنواع من الكتابة المقالية هي:
ـ مقال الرأي؛
ـ المقال النقدي؛
ـ مقال الحكي.
في هذا الدرس نتحدث بنوع من التفصيل عن مقال الحكي، وعن تصميمه، وعن نقط القوة والضعف فيه، ونقدم نماذج لهذا النوع من الكتابة المقالية.

تعريف مقال الحكي:

هو المقال الذي "يحكي" فيه التلميذ عن آراء الفلاسفة حول المشكل المطروح. أي "الحكي" ولاشيء غير "الحكي". دون التفكير الذاتي الأصيل أو المحاورة النقدية للمحكي. ويمكن أن يسمى هذا النوع من الكتابة المقالية أيضا بالمقال السردي أو المقال التركيبي لأن التلميذ لا يفعل سوى أنه "يسرد" أو يركب آراء فلسفية متعددة. إن هذا العمل هو أقرب ما يكون إلى تحقيق أو تقرير عن قراءة التلميذ للدرس.

تصميم مقال الحكي:

ـــ مقدمة تتضمن:

ـ تمهيد مناسب
ـ طرح الإشكال
ـ إعلان تصميم العرض (عنصر اختياري)

ـــ العرض يتضمن

ـ عدد من الأجزاء أو الفقرات بعدد الأطروحات الفلسفية التي يستعرضها التلميذ بمعدل أطروحة واحدة لكل جزء أو فقرة من العرض.

ـــ الخاتمة تتضمن:

ـ حصيلة مسار العرض؛
ـ انفتاح على إشكال جديد (عنصر اختياري).

نقط القوة:

ـ يعبر فيه التلميذ عن إلمامه بآراء الفلاسفة في الموضوع؛
ـ يصلح كأداة لتقويم المكتسبات المعرفية للدرس في إطار المراقبة المستمرة.

نقط الضعف:

ـ مقال فلسفي بالوكالة يقدم فيه التلميذ استقالته كليا؛
ـ يعبر فيه التلميذ عن عجزه أو تكاسله عن التفكير الذاتي المستقل في المشكل المطروح؛
ـ يعبر فيه التلميذ عن عجزة أو تكاسله عن الدخول في حوار نقدي مع ما يستعرضه من آراء فلسفية؛
ـ استحالة استخدامه في حالة المواضيع التي تطرح خارج الإشكالات المقررة؛
ـ خطر الخروج عن الموضوع عند استخدامه في حالة المواضيع التي تطرح خارج الإشكالات المقررة؛ فمثلا إذا طرح السؤال التالي في الامتحان: هل الصداقة تمكننا من معرفة الغير؟ قد يعتقد التلميذ أن الإشكال المطروح في هذا السؤال هو نفسه المطروح في محور معرفة الغير. فإذا استخدم تصورات الفلاسفة التي تعرف عليها في هذا المحور في إطار مقال حكي استحق عمله النقطة التي يستوجبها الخروج عن الموضوع.

نموذج مقال الحكي:

هل للشخص دور في بناء شخصيته؟
1. من الواجب علينا في البداية أن نتأمل السؤال لننظر في الإشكالية التي سنشتغل عليها، فنحن إن أمعنا النظر نجدها تتمحور حول دور الشخص في بناء شخصيته. ومنه تنساب لنا مجموعة من الأسئلة التي تأتي على الشكل الآتي: 2. هل يملك الإنسان بوصفه شخصا من الحرية ما يجعله قادرا على اختيار شخصيته وفق النموذج الذي يلائمه وعلى تغييرها حسب ما يريد أن يكونه؟ أم أنه، وبحكم الشروط والأنظمة النفسية والاجتماعية الموضوعية التي تُشرط وجوده وحياته وتصوراته، يعيش شخصيته بالشكل الذي حددت لها تلك الشروط أن تكون عليه ؟ 3. الحقيقة أن هذا السؤال قد جعلني أنبش في محور كان مجهولا لدي فنحن في العادة نحمل تصورات تلقائية عن الأشياء، والفلسفة وحدها تجعلنا نعيد النظر في هذه التصورات، ولذلك كان من الضروري الرجوع إلى تاريخ الفلسفة والنظر فيما يسعفنا به من إجابات وما يقدمه لنا من فرضيات عن هذا الإشكال.
4. إذا ما عدنا إلى هذا التاريخ الطويل والمتعرج والحافل بالإبداع الفكري سنجده يقدم لنا عدة إجابات. وهذا وضع طبيعي؛ لأن السؤال الفلسفي لا ينتهي بجواب.
5. هناك أولا الموقف الذي تمثله العلوم الإنسانية التي كشفت عن كون الإنسان محكوم بسلسلة من الحتميات تُشرط سلوكياته وتتحكم فيها بصورة مطلقة. إن الإنسان من هذا المنظور يكون خاضعا إما لحتمية اللاشعور (المقاربة النفسية). أو الإكراهات الاجتماعية وضغط المؤسسات الاجتماعية (المقاربة السوسيولوجية). أو يخضع لحتمية عضويته أو تكوينه البيولوجي وشكله الخارجي ومظهره (المقاربة البيولوجية).
6. هناك ثانيا الموقف الذي تبناه الاتجاه الوجودي التي أعلن عن ميلاد الإنسان من جديد، بعدما اختفى مع خطابات العلوم الإنسانية. إن الإنسان في نظر سارتر رائد هذا الاتجاه يشكل ذاته وهويته ويحددها في ضوء ما يختاره لنفسه كمشروع في حدود إمكانياته، فيكون الإنسان من هذا المنظور الذي عبرت عنه الوجودية، ليس فقط كما يتصور ذاته فحسب، بل كما يريد أن يكون كشخصية في نظر الغير. لقد انطلقت الوجودية في موقفها هذا من مبدأ أول هو الإقرار الكلي بأن الوجود سابق على الماهية. وهذا يعني بأن الإنسان يوجد أولا ويلاقي ذاته ويبرز إلى العالم، ثم يُعرف بعد ذلك. فالإنسان إذن غير قابل للتعريف لأنه عندما يولد يكون لا شئ. وسيكون ما سيصنعه بنفسه فيما بعد. فالإنسان موجود دون أن تكون له طبيعة إنسانية. إن الشخصية وجود يأبى ويرفض أن يُستلب. وينفلت من كل محاولة لإدماجه داخل نمط جاهز متحجر. وهذا يعني أن النماذج التي تطرحها العلوم الإنسانية تساعدنا في فهم جانب معين أو عدة جوانب من الشخصية لكن دون أن تمكننا من معرفة الشخصية في كليتها.
إن أفعالنا تصدر عن ذات حرة. وهذه الذات تختار نوعية معينة من الأفعال تعبر عن شخصنا وتعكسه مُشكلة بذلك شخصيتنا، بمعنى أن الشخصية هي نتاج الأفعال والسلوكيات التي تختارها الذات الفردية الواعية الحرة.
7. إن هذا المنظور الفلسفي الذي ينتصر للحرية الإنسانية ولدور الشخص في بناء شخصيته نجده أيضا عند الفيلسوف الفرنسي برجسون الذي يعتبر أن الشخصية لا تملك بناءا نفسيا نـهائيا. بل إنها في تكوُن مستمر انطلاقا من التجارب والخبرات اليومية.وبما أن شخصيتنا في تغير مستمر، فإنه لا نعيش حالة نفسية ما عدة مرات. إن الحياة النفسية هي ديمومة لا تقبل الإعادة. فكل حالة نفسية نعيشها هي غير قابلة للإعادة، إنها شئ جديد تماما. واللحظات التي سنعيشها فيما بعد هي أيضا جديدة ولا يمكن التنبؤ بها. ومن جهة أخرى يعرف برجسون الحالة النفسية على أنها لحظة حية من الحياة النفسية لا تنفصل مطلقا عن تاريخنا المنظور "إنـها حالة بسيطة لا يمكن القول بأنه قد سبق إدراكها من قبل"
8. يظهر في الختام أن إشكالية دور الشخص في بناء شخصيته مطبوعة بالتعدد والتنوع والتغاير. وهذا معناه أن هذه الإشكالية مفارقة لم تجد بعد طريقها إلى الحل. 9. وهذا ما يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل عن دلالة هذا الوضع الذي نصادفه دائما في الفلسفة: هل معناه أن الفلسفة هي مجال الاختلاف، أم أنها مجال اللايقين؟

ملاحظات على النموذج:

ـ الأرقام الموضوعة في المقال تشير إلى لحظات المقال:
مقدمة. وهي تتكون كما هو واضح من
1 ـ تمهيد يحمل طابعا عموميا؛ أي يصلح تمهيدا لأي موضوع. وهذا النوع من التمهيد يجب تجنبه من حيث المبدأ لأنه تمهيد رديء. كل ما يصلح لكل شيء لا يصلح لأي شيء.
2 ـ طرح الإشكال.
3 ـ إعلان عن نية الكاتب في العرض؛ أي عن تصميم العرض.
العرض. ويتكون من:
4 ـ فقرة صغيرة للتمهيد للعرض.
5 ـ فقرة لعرض الموقف الذي تمثله العلوم الإنسانية.
6 ـ فقرة لعرض الموقف الذي تبناه الاتجاه الوجودي.
7 ـ فقرة لعرض موقف برجسون.
خاتمة. وهي تتكون كما هو واضح من:
8 ـ حصيلة مسار العرض.
9 ـ انفتاح على إشكال جديد.

أسئلة الفهم:

1 ـ عرف مقال الحكي.
2 ـ ما هي نقط القوة في مقال الحكي.
3 ـ ما هي نقط الضعف في مقال الحكي.
4 ـ حدد عدد فقرات العرض ومضمون كل فقرة في مقال الحكي.
5 ـ متى يستحيل استخدام مقال الحكي؟ ولماذا؟

تمرين:

أدرس تصميم هذا المقال ولحظاته الكبرى، مبرزا خصوصية كل لحظة، ومستنتجا نوعه.

من المؤكد أن الخطاب الفلسفي لا يمكن أن يكون إلا متعددا. وهذا التعدد يرجع بالأساس إلى تعدد المفاهيم الحاملة لتصورات الفلاسفة، والأطر الفكرية التي تنطلق منها كل أطروحة، والمصادرات الفلسفية التي تتضمنها. ولا شك أن هذا الوضع هو ما سنصادفه عند تحليلنا لإشكالية أصل الحق المتضمنة في صيغة السؤال الذي اخترنا الاشتغال عليه، والتي يمكن التعبير عنها من خلال سلسلة الأسئلة المترابطة التالية: هل يتأسس الحق على ما هو طبيعي في الإنسان، أي على القوة؟ أم يتأسس على ما هو ثقافي وضعي أي على العقل؟ إن الدراسة المعمقة لهذا الإشكال تحتم علينا أولا استعراض مختلف المواقف الفلسفية أو العلمية التي تبلورت بصدده وإبراز قيمة وحدود كل موقف منها. فمضمون مفهوم الحق قد تطور عبر التاريخ وخضع لمراجعات متعددة ترتب عنها تقديم تصورات متعددة.
من هذه التصورات هناك أولا الموقف الطبيعي الذي يمثله هوبز واسبينوزا والذي يعتبر أن مكانة الكائن في الطبيعة وبالتالي حقوقه تتحدد تبعا لما يتوفر عليه من قوة وتتغير بتغيرها. ويمثل الحق بهذا المعنى أسمى تعبير عن الحرية المطلقة وعن التصور الذاتي للحق لأن حدوده تتحدد بحدود الذات ومشيئتها وتتغير الأوضاع بتغير ميزان القوى. إن الطبيعة لا تعرف حقا غير "حق القوة" ولا تعرف العدل ولا ترحم الضعيف. فالحق الممارس في الطبيعة يكمن في أن الفرد حر في أن يفعل ما في استطاعته للحفاظ على طبيعته الخاصة حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين. ويمكن القول أن هوبز وسبينوزا يتفقان معا على أن حالة الطبيعة هذه تهدد حياة الإنسان واستقراره على الدوام وهذا ما يدفعه إلى التفكير في أن يحيا حياة مطابقة لمقتضيات العقل وممارسة الحرية في حدود ما يسمح به العقل والتعايش مع الغير.
هناك أيضا الموقف الذي تبنته فلسفة الأنوار التي تحدثت عن الحق باعتباره مطلبا محايثا لماهية الإنسان المزدوجة ( جسم روح، مادة فكر، غريزة عقل...)، وميزة نوعية للإنسان من حيث هو كائن عاقل واجتماعي وثقافي. وهكذا سيعلن روسو رفضه للحق الطبيعي كما تصوره هوبز واسبينوزا. ويترتب عن إفلاس القول بـ"الحق الطبيعي" القائم على المقومات الجسدية للفرد أن الكلام عن الحق لا يمكن تأسيسه بكيفية قبلية وتجديره في الطبيعة وأنه لا يستقيم إلا باعتبار الغايات التي يخدمها (التعايش التعاقد...) وانطلاقا من الميزة النوعية للإنسان والمتمثلة في كونه حيوانا عاقلا واجتماعيا وثقافيا يعيش طبقا لما تمليه عليه مقومات طبيعته هاته ولما يكون لها من انعكاسات سواء على حياته الخاصة أو على حياة أقرانه ستتبلور في ظهور أخلاقية في التعامل تترجم تنازل الذات عن محوريتها وأنانيتها المطلقة مقابل دخولها في علاقة تساكن مع غيرها من الذوات. إلا أن الانتقال إلى حالة الثقافة لا يعني، بنظر روسو، أن الإنسان سيفقد كل الحقوق الطبيعية التي كانت ترتبط بذاته، وإنما يعني أن الحياة الاجتماعية ستتولى ضمان الحقوق المتبقية له، والتي سيعبر عنها بـ: "الحقوق المدنية" وهي عبارة عن كل الحقوق التي ترجع إلى الإنسان بحكم إنسانيته وبحكم طبيعته ككائن عاقل ومريد وحر... يدخل في علاقات مع آخرين مثله، وهذا التصور هو الذي اعتمد في ديباحة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ومن تم يكون أساس كل حق مدني هو حق طبيعي محايث لذات الإنسان قد لا تسمح له قدرته الفردية بالاستمتاع به، مثل حق العيش في أمن والحق في الحماية والحق في التعويض عن الأضرار التي تلحقه من جراء عبث الغير... وهي حقوق يضمنها تكتل قدرات الجميع وهذا ما يشجع على ولوج الحياة الاجتماعية. ولعل أهم ما يكسبه الإنسان من حالة التمدن هاته تلك "الحرية الأخلاقية التي تسمح وحدها للإنسان بأن يكون سيد نفسه بالفعل مادام دافع الشهوة وحده يمثل استعبادا في الوقت الذي يمثل فيه الامتثال إلى القوانين التي يتم تشريعها حرية" كما يقول روسو.
نصادف أخيرا موقفا يتبناه التصور الوضعي الذي يتجاهل كل الاعتبارات الميتافيزيقية لكونها بالنسبة إليه، مسلمات ترتبط باختيارات ذاتية وبافتراض وجود حق أمثل ومطلق (وهو الحق كما يجب أن يكون). فالوضعية ترى بأن لا وجود لحق غير الحق الوضعي الفعلي، وتقترح نظرية معيارية يمثل الحق بمقتضاها نسقا ترابيا تحتل فيه كل قاعدة مكانة محددة ولا تكون لها قيمة إلا داخل هذا النسق، كما ترى "الوضعية" بأن الحق القائم ليس إلا تعبيرا عن ميزان القوى وهو، بحكم قيامه على القوة على توازن ديناميكي عرضة للتغييرات التي يفرضها توازن هذه القوى على أرض الواقع فالحق لا يستمد قوته إلا من القوانين التي تبلوره وتعبر عنه وتحتم العمل به، "لأنه يقول القانون كما أن القانون بقول الحق" ولأن قيام الحياة الاجتماعية على الحق يعني خضوعها لقوانين ولضوابط تؤطر سلوكات مختلف الفاعلين الاجتماعيين وعلاقاتهم، فيمثل القانون بجانب المؤسسات القضائية والتنفيذية قوى الإلزام والنظام الضرورية لترجمة الحق إلى معيش. هكذا ستختلف القواعد والقوانين باختلاف الأنساق التي تتخذ ضمنها مكانتها كما ستختلف الأنساق باختلاف الواقع وتطوره وبتنوع اختيارات المجتمع الأساسية ومثله. وهذا ما يذهب إليه هانز كيلسين بتأكيده أن الحق في صورته المثلى شأنه شان الإنسان في صورته المثلى يبقى كمثل أعلى يحرك الحياة في اتجاه التجاوز الدائم ويؤكد نسبية الحق على أرض الواقع تبعا لنسبة الأولويات التي وضعت له في ضوء الاختيارات التي حددت للمجتمع.
وإذن يظهر لنا بأنه لا وجود لخطاب فلسفي بدون خطابات فلسفية أخرى محايثة له. وهكذا فإشكالية أصل الحق مطبوعة بالتعدد والتنوع والتغاير. إن هذه الإشكالية مفارقة تعكس هذا الوضع الذي نصادفه دائما في الفلسفة والذي لا ندري ما دلالته: هل يعكس عمق التفكير الفلسفي وغناه أم عجزه عن إيجاد حلول دقيقة لأسئلته؟

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(موافق) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. تعرف أكثر
Ok, Go it!