الحسن ابن الهيثم 354هـ-430 /965م-1038
يعد أبو علي الحسن ابن الحسن ابن الهيثم، من أشهر علماء العرب في مجال البصريات والفلك والرياضيات والهندسة ، بالإضافة إلى تبحره في الطب والفلسفة
ومجالات معرفية متعددة، إسوة بعلماء العرب الذي كانوا يتميزون بموسوعية كبيرة. وقد عرف عنه استعماله للمنهج التجريبي في أبحاثه العلمية، من استقراء وقياس وكذلك الاعتماد على الملاحظة والتجربة والتمثيل. يقول:" ونبتدئ باستقراء الموجودات، وتصفح أحوال المبصرات، وتميز خواص الجزئيات، ونلتقط باستقراء،
ما يخص البصر في حال الإبصار، وماهو مطرد لايتغير ، وظاهر لايشتبه من كيفية الإحساس.". وبخصوص التجربة يقول: " ثم نرتقي في البحث والمقاييس على التدريج والترتيب، مع انتقاء المقدمات، والتحفظ من الغلط في النتائج...". وقد سمى التجربة ب"الاعتبار" ومن يقوم بها ب «المعتبر"، والإثبات بالتجربة"الإثبات بالاعتبار".
إن الأبحاث العلمية التي قام ابن الهيثم قد أضافت أشياء جديدة إلى مجال البحث العلمي في ميادين الفلك والبصريات وعلوم الطبيعة مما جعله يتبوأ مكانة علمية رائدة على المستوى الكوني بفضل تلك الأعمال. وقد صنف ابن الهيثم ثمانين كتاباً ورسالة فقط في مجال الفلك شرح فيها سير الكواكب، والقمر، والأجرام السماوية، وأبعادها. وكان لترجمة بعض كتبه إلى اللاتينية أثر كبير على علماء أوربا الذين اطلعوا عليها واستفادوا من أفكاره العلمية الجديدة.
وقد حدد ابن الهيثم الشرط الأساسي لكل بحث علمي هو أن يكون غرض الباحث طلب الحقيقة بدون تأثر برأي أو عاطفة سابقة، وأن الحقيقة العلمية غير ثابتة بل يعتريها التبديل والتغير. أي بلغة معاصرة أن الحقيقة نسبية وليست مطلقة. ومن مؤلفاته الشهيرة:
*-"كتاب المناظر": الذي يشتمل على أبحاث في الضوء، وتشريح العين، والرؤية. وقد أحدث الكتاب انقلاباً في علم البصريات، وقدكان له أثر كبير في علماء عصره سواء منهم العرب أو الغربيين الذين ظلوا يعتمدون عليه لعدة قرون، حيث ترجم إلى اللاتينية مرات عديدة في القرون الوسطى. ويشتمل الكتاب على سبع مقالات. ومن اكتشافاته العلمية في مجال البصريات قال ابن الهيثم بأن الرؤية تتم بواسطة الأشعة المنبعثة من الجسم المرئي باتجاه البصر، وليس من خلال أشعة تنبعث من العين إلى الجسم المرئي كما كان يعتقد كثير من العلماء وعلى رأسهم بطليموس.
*- كتاب الشكوك على بطليموس: حيث صحح كثيرا من الخطاء التي وقع فيها بطليموس وغيره من الفلكيين.