أحد أقطاب المدرسة الوضعانية المنطقية أو الوضعانيةالجديدة، ومن مؤسسي حلقة فيينا سنة 1929 هذه الحلقة التي أعلنت في بيانها التأسيسي عن مبادئها الكبرى وعلى رأسها محاولة الاستبعاد الجذري والنهائي لكل تفكير ميتافيزيقي.
(تأسيس الحلقة جاء نتيجة للنقاشات التي دارت بين جماعة فيينا بزعامة موريس شليك، وحلقة برلين بزعامة رايشنباخ) .الوضعانية المنطقية تجد مصدرها أساسا في فلسفة المفكر الفرنسي أوجست كونت الوضعية من جهة، والفلسفة التجريبية عند كل من فرنسيس ودفيد هيوم وجون لوك وجون ستيوارت ميل من جهة أخرى. وتختلف في أطروحاتها عن المذاهب التجريبية الكلاسيكية نظرا لأنها لاتكتفي بالقول بأن معيار صدق الأفكار هو مطابقتها للخبرة، بل تضيف معيارا جديدا لصدق الأفكار وهو عدم التناقض، والسبب في ذلك أنهم يعتبرون أن معيار مطابقة الأفكار للتجربة لا يصح إلا بالنسبة للقضايا الاختبارية التي تتحدث عن وقائع تجريبية، أما عندما يتعلق الأمر بحقائق منطقية أو رياضية مثل: 2+2 تساوي:4 ، فإن التأكد من صدقها لا يقتضي الرجوع إلى التجربة، بل فقط إدراك اتساقها المنطقي، إذ يصعب علينا مثلا القول بأن 2+2 تساوي 5 من هنا أطلق على المذهب الوضعاني الجديد اسم: المذهب التجريبي المنطقي، لأنه يتجاوز المذاهب التجريبية الكلاسيكية المعروفة ويعتبر التحليل المنطقي للقضايا مبدءا أساسيا للتأكد من يقينها. وعموما فإن الوضعانية المنطقية تقوم على أربعة مبادئ وهي:
1- التأكيد على الأساس التجربي للمعرفة.
2- المنهج الفلسفي هو منهج تحليلي ويقتصر تحليل العبارات العلمية.
3- القضية إما تحليلية أو تركيبية.
4- الميتافيزيقا عبارة عن لغو لافائدة من ورائه
- رودولف كارناب: نهاية الفلسفة الوضعية: وداد الحاج حسن
الطبعة الأول:2001 المركز الثقافي العربي بيروت- الدارالبيضاء