ترددت كثيرا قبل أن أنشر هذا الموضوع وتساءلت مع نفسي إن كان من الأخلاقية فعل ذلك بذون استئذان صاحبه غير أن عدم معرفتي به
من جهة وورود نفس المقدمة والصيغ التعبيرية العامة وقوالب الربط الجاهزة القبلية....في أكثر من ورقة تحرير جعلني أقتنع أن صاحبه الحقيقي هو الغير اللامشخص المهيمن بنمطية كتابته على من اعتقد في سحريتها ونجاعتها وقابليتها التطبيق على كل الموضوعات والصيغ وإن كان حسه السليم لا يقبل بذلك مما بفسر إنهاء الموضوع بالاستعطاف.
إن الهدف الحقيقي من هذا النشر توجيه صرخة صادقة للزملاء الأساتذة : أن يفكروا في خطورة الصيغ النمطية القاتلة التي - وبكل حسن نية وهاجس تربوي وإنساني عاطفي- يقدمونها إلى تلاميذتهم أو ينشرونها في كراساتهم أو في المواقع التربوية بما فيها فيلومغرب ..ومن المؤكد أن الزملاء الأساتذة قد صادفوا أثناء تصحيحهم الكثير من أوراق التحرير التي تحمل نفس التصميم والصيغ التعبيرية النمطية ..فكفى عبثية رحمة بالفلسفة !
بدون تعليق إليكم الموضوع التالي وقد نقل حرفيا كما هو
هل تنحصر هوية الشخص وقيمته في الجسد؟
من الخصوصيات التي يتميز بها الفكر الفلسفي أنه فكر ماهوي لا يكتفي بإثارة القضايا من خارجها بل يحاول الغوص في داخلها ونضيف إلى ذلك أن الفكر الفلسفي فكر تساؤلي ونقدي لأنه إعادة نظر متواصلة في الأفكار الجاهزة. ومن القضايا التي فكر فيها الفلاسفة قضية الشخص التي تنحصر على عدة مسؤليات إن هوية الشخص تمثل داته وكيانه وتساعده على اكتساب الشخصية وتكوينه العلمي والفلسفي والزيادة في إشرافه على ذاته لكي يكون نفسه قبل جسده إن الشخص يساهم في تكوين الشخصية وزيادة الخصصة باعتبارها إشكالية فلسفية قابلة أن تتأثر في كل وقت وحين. والنص الذي نحن بصدده مقاربته يعبر عن واحد من أهم المواقف من هذه الإشكالية. فكيف عالج صاحب الفكرة هذه الإشكالية؟ وما هي القيمة الفلسفية لهذه الفكرة؟
إن الأفكار المتميزة التي تدور في هذه الفكرة تبرز أن تصور هذا الفلسفي ، يبرهن على قيمته في الجسد وأنها تكمل الشخص وتزيد من قيمته العملية والفعلية والفكرية ، تتمحور مجزوءة الشخص على عدة معايير متميزة ومفيدة.ومن هذا المنطلق تعرفنا على الأطروحة، يتاح لنا الآن أن نتمثل الطريقة الفكرية التي بنا بها الفيلسوف تصوراته من خلال مرافقته فكرية عبر النظر في الموضوع الأول الذي هو موضوع الساعة.
لقد أبان المؤلف في بداية الأطروحة أن الشخص يساهم في كل الأشياء وقيمته لا تكمن في جسده بل تفكيره. يقول سبينوز أن الشخص هو شخص لذاته لا لغيره ليستنتج الفيلسوف من خلال ذلك أن الشخص مبرهنا لنفسه قيمته ليعود بعد ذلك ليفتح موضوع الساعة يستنتج الفيلسوف أن الشخص مكمل لشخصه ويزيد من قيمته بعد أن تابعتم معي موقف صاحب النص من الإشكالية المنهجية يتاح لنا الآن أن نعمل على تقييم هذا النص من خلال البحث في الأطروحة والمناقضة له . عملا بمبدأ ماله وما عليه حتى تتسم مقاربتنا بالموضوعية الضرورية حتى لا يكون رأينا مجحفا في حق هذا الفيلسوف.
من الأطروحة القريبة نسبيا من تمثل النص نجد الأطروحة التالية مملوءة بالمفاهيم نحو الشخص وقيمته إن أطروحة الشخص وصاحبها الذي لم أتدكر إسمه نجد أن هناك صعوبة في فهم النص . وفي المقابل نجد من يرى أن هذه الأطروحة سهلة في الفهم وتساعده على معرفة شخصيته وقيمتها
كاستنتاج ما تقدم يتبين أن طرح صاحب النص تتأرجح حوله الأطروحة نحو التأكيد الشبه المطلق والتحفظ الذي نلمسه في الأطروحة التي تؤكد أن هوية الشخص تنحصر في قيمة جسده وذاته ، ونحن بدورنا لا يلزمنا إلا أن ننظم إلى ما من يميل إلى القول بأن الشخص هو مكمل لعقله وذاته وتفكيره والأخير ألتمس كامل الشكر لقراءة نصي وتنزيل نقطة جيدة أو حسنة أو على الأقل متوسطة.
وفي الكثير من أوراق التحرير وجدت ما يلي :
" وأخيرا وليس آخرا ،فإننا قد نعتبر أن الفيلسوف الأول كانط قدم إلينا أطروحة صائبة تحتمل الخطأ والفليسوف الثاني أدرج لنا أطروحة خاطئة تحتمل الصواب / حيث أبى هؤلاء الفلاسفة إلا أن يلبسوا أطروحاتهم الغموض ويعطرونها بعطر الإشكالية ويزينونها بمساحيق التعقيد والصعوبة "
أما بعد...فإن العيب فينا ...وما استفزنا على الضحك أثناء التصحيح ينبغي أن بستفزنا على طرح أكثر من سؤال عن ذواتنا و فعلنا البيداغوجي وممارستنا الديداكتيكية وعن مكانة الكتابة الفلسفية في منهاج تدريس الفلسفة عامة وحضورها كممارسة تابثة ومنتظمة في الدرس الفلسفي" الفصلي" خاصة...