في إطار المخطط الاستعجالي الذي تعرفه المدرسة المغربية، علمنا أن هناك دعوة لإعادة النظر في الكتب المدرسية ستشمل تصحيح بعض العيوب التي لحقتها خصوصا في مادة الفلسفة، وبهذه المناسبة ندعو سائر الزملاء المهتمين إلى وضع ملاحظاتهم التي يمكنهم رصدها في الكتب الثلاثة المعتمدة في

تدريس مادة الفلسفة، والعيوب التي تلحقها، والتي سنعمل على تجميعها وإبلاغ المنسقية الوطنية للمادة كي تاخذها بعين الاعتبار في عملية التصحيح المقبلة، التي نتمنى أن تكون فعلا تستهدف التصحيح والمراجعة وإخراج الكتب من التخبط المنهجي العميق الذي أفقدها روحها الفاعلة للدرس، أكثر مما خدمته. ولا نتمنى ان تكون مجرد سيناريو يستهدف عملية تسليع الكتب من جدبد في إخراج آخر يمس بعض الرتوشات فيها، وفي كل هذا تلبية للمكر الاقتصادي الذي يعاني الركود بسبب  تبادل التلاميذ للكتب فيما بينهم او بيعها بثمن مناسب في أسواق الكتب القديمة. لهذا فالكتاب المطلوب يجب ان يساهم في خدمة العملية التعليمة التعلمية وليس خدمة الرصيد البنكي للمضاربين.
فالمتتبع لردود الفعل اتجاه الكتب المدرسية المعتمدة لتدريس مادة الفلسفة بالمغرب، يجدها تتفق حول جملة من المسلمات كلها تنظر إلى أن التنوع في الكتب المدرسية لم يحقق أهدافه المنشودة في إغناء الدرس الفلسفي، فقد كان  تنوعا عدديا لا كيفيا، يكرس الغموض بنصوص منسوخة من المقرر الفرنسي تجعل منها الترجمة مادة معيقة غير مساعدة ولا مدعمة للفهم المطلوب، وتزج بالفلسفة داخل غربة في أقسام الفلسفة ذاتها لما تكتنفه من غموض وهي تتناول قضايا ومفاهيم تكرس الاغتراب لذا المتعلم عن واقعه المعيش من دون أن تفتح له آفاق التفلسف لطولها المرهق. وشوشت على التعاطي المنهجي والديداكتيكي للمدرس وجعلته مغتربا في فصله كونه يصدح لوحده في سباق مع الزمن، في ضل غياب لإطار مرجعي موجه له. 
إن التنوع والتعدد في الكتاب المدرسي من حيث المبدأ، تجاوز للكتاب المدرسي الواحد والوحيد ورفع  للقدسية على المعرفة الأحادية،  وفتح لباب الاجتهاد والتفاوض حول المعاني، لكن مسألة  إقرار هذا الكتاب أو ذاك بهذه المؤسسة أو تلك، أفرغ للتعدد من فضيلته ولم يخدم المسعى الديداكتيكي المنشود لكونه يحد من إمكانية التوظيف الفعلي للمادة ويصادر الحق في الاختيار من قبل المدرس، بناء على التفاوت الملحوظ بين الكتب الثلاثة المقترحة، الشيء الذي يؤثر  سلبا على مستوى الإنجاز التربوي، ولا يراعي مبدأ تكافؤ الفرص. بقدر ما يراعي عملية التسليع الواضحة التي تفوح منها رائحة النفس التجاري ومكر الاقتصاد الذي لا يخدم مدرسة النجاح بشكل عام. لهذا فمن الواجب خلق تنافسية في إنتاج الكتب المدرسية في مادة الفلسفة تقصد الكيف أولا وأخيرا، ويكون المعيار فيها هو إشراك مدرسي الفلسفة قبل التسويق في اختيار الكتاب المدرسي المناسب بكل حرية تنسجم وتتناغم مع قيمة المفهوم ولا تعتمد الإقصاء والإلزام.
من بين الملاحظات التي تم تجميعها نسبيا حول الكتاب المدرسي في مادة الفلسفة ما يلي:
مجمل هذه الملاحظات تأخذ بعين الاعتبار بعدين الأول شكلي والثاني يتعلق بالمضامين:
بالنسبة لكتاب منار الفلسفة: 
على المستوى الأول: 
-    حضور مكثف للنصوص،وغياب كلي للعرض داخل كل مجزوءة، 
-    التأطيرات النظرية جد مختزلة إلى حد أنها تعمل على تحريف المشهد المعرفي على مستوى التحليل.
-    النصوص المدرجة أغلبها لا يملك طابعا وظيفيا حيث التباعد عن معالجة الإشكالات المستهدفة، أضف على ذلك الطابع المبهم والملتبس (ربما يعود السبب إلى أن الترجمة تخون المعنى الأصلي)
-    يلاحظ أيضا التدبدب بين التقديم العام للمجزوءات والوضعيات المشكلة، إلى حد الإلتباس (مثال على ذلك التقديم لمجزوءة المعرفة والوضعية المشكلة) 
-    على المستوى الاول:
-    هناك نصوص لا تفي بالغرض المطلوب(المحتوى المعرفي المتعلق بإشكال من الإشكالات) وبالتالي يرتفع الوضوح والاستيعاب لذى الفاعل التربوي الثاني (المتعلم)
-    لغة النصوص غير متماسكة، ما يشوه المعنى والدلالات التي تسهم في إبراز المواقف/ الشروحات بشكل دقيق.
بالنسبة لكتاب رحاب الفلسفة:
-    إذا كانت الملاحظات السابقة تنطبق على الكتاب المدرسي لمنار الفلسفة، فإن كتاب رحاب تجاوز بعض هذه العيوب، حيث هناك تناغم وانسجام بين مكونات كل مجزوءة [تقديم، وضعية مشكلة، نصوص، تمارين]، هذا التناغم يقي الفاعلين التربويين من السقوط في التدبدب والضبابية...
-    لكن هذا لا يعني ان رحاب لا يعاني من بعض القصور خصوصا وانه متهم بالسرقة العلمية. وهذا لا يشرف كتابا مدرسيا تم التأشير على رسميته خصوصا في الفلسفة. 
بالنسبة لكتاب مباهج الفلسفة:
في الوقت الذي سجل فيه المنار التدبدب، ورحاب بعضا من التماسك بين مكونات ولحظات المجزوءة، يسير كتاب مباهج في اتجاه موسوم بالنواقص الآتية:
-    الاستغراق في التعامل مع النصوص بشكل تجزيئي/ ذري.
-    الاستغراق في النداء التقني المبالغ إلى حد الرتابة والامتعاض.
-    هناك مطالب ديداكتيكية تفوق قدرات غير المتخصص (البلاغة/ المنطق/ فقه اللغة).
-    أضف إلى ذلك صعوبة اللغة (الترجمة) التي تخل بالفهم والاستيعاب السليم للمطلوب، فكثرة الحرص على الدقة والجمالية الأسلوبية يضيع المحتوى الكوني للنص. 
-    هناك بعض الملاحظات التقنية نجملها كالتالي:
-    في البداية ونحن نتأمل إخراج الكتاب كوثيقة رسمية مصادق عليها نجده غير مصادر بعبارة"بسم الله الرحمن الرحيم " كما هو الشأن بالنسبة لباقي الكتب المدرسية وفي مختلف المستويات. 
-     في التقديم ص 3، هناك إسقاط لعنصر رابع تم اعتماده في داخل الكتاب، حيث لم يتم الإعلان عن منطوق التمارين .
-    الصفحة 7، تم عرض مجموعة من الكفايات المستهدفة (منهجيا استراتيجيا ثقافيا تواصليا) لكن أين تكنولوجيا وقد ذكرت عند نهاية كل مفهوم، انظر ص: 25 مثلا تم اعتماد مشاهد سينمائية ومواقع إلكترونية.
-     الصفحة 13، نعثر على صورة ل van gogh، هي صورة لا علاقة مباشرة لها بالموضوع الذي وظفت لأجله، أيضا صورة بالزاك وبيكاسو. 
-     في الأسئلة المرافقة للنص نجد في " أبني تمفصلاتها المفاهيمية" رقم 1 : أصوغ خطاطة مفاهيمية ، أليس هذا تكرار للمربع الثاني في فهم المجال الإشكالي صياغة أطروحة النص. 
-     تم اعتماد إضاءتين لا توجد وراءهما أية أسئلة ولا كيف يتم توظيفها وكان الأمر يتعلق بتأثيث البياضات. 
-    الصفحة 14، أركب المجال الإشكالي للنص: يتعلق الأمر هنا بتكرار بناء الأطروحة من جديد. 
-     تم اعتماد إضاءة تنخرط ضمن العلوم الإنسانية وليس في الشخص والهوية. 
-     الصفحة 15، هناك نقص في المصطلحات أين مفهوم الأنا؟ 
-     النص يتناول مفهوم الهو والأنا الأعلى دون أن يتطرق إلى الحديث عن الأنا، كما نجد أنفسنا أمام حديث عن  الشخصية وليس الشخص. 
-    الصفحة 16، في التمرين رقم 2، أحلل عناصرها المكونة، نعثر على ذكر للأنا رغم أنه لم يرد في النص. 
-     الإضاءة تقدم لنا أنماط إكلينيكية وهذا لا يتعلق بالشخص والهوية أو قيمة الشخص أو حريته. 
-    الصفحة 17، هناك ترجمة حرفية للنص خلقت ركاكة في الأسلوب، كما أن هناك خلط بين مفهوم الشخصية والشخصانية التي يتحدث عنها مونيي، فبالعودة إلى كتاب هذا الأخير "ما هي الشخصانية؟" نجد نفس الفقرة المقتبسة لا تتحدث عن الشخصية باعتبارها مفهوما علميا وإنما عن الشخصانية. 
-    الصفحة 18، أقرأ واستشكل، ما الذي يميزها عن الإضاءة؟ ثم كيف استشكل هل بوضع السؤال؟ النص كما يبدو وضع للتلاوة ليس إلا! 
-     الصفحة 25، المرجع المشار إليه لمحمد جسوس لا علاقة له بمفهوم الشخص. 
-     مواقع إلكترونية: المتأمل في هذين العنوانين المشار إليهما سيعثر على نفسه داخل نفس الموقع، إلا انه تكرر مرتين .
-    الصفحة 75، المتأمل في مطلب البنية الحجاجية سيعثر على الخلط الواضح بين مفهوم الشخص ومفهومي النظرية والتجربة، وهذا ربما بسبب اعتماد عملية النسخ واللصق من دون تحقق ومراجعة.
هذا على سبيل المثال لا غير
نتمنى أن  تردنا ملاحظاتكم التي تغني النقاش وتفتح آفاق الانفتاح على المشاكل التي نواجهها كأساتذة للمادة، وأن نتدارسها أيضا في سعي منا نحو رفض الٌإقصاء الذي نعانيه وتوصيل صوتنا للمعنين ولو بأضعف الإيمان